آثار تطبيق اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة على صناعة الأدوية في الوطن العربي - واقع صناعة الأدوية على المستوى الدوليى - The effects of the application of the WTO agreements on the pharmaceutical industry in the Arab world - the reality of the pharmaceutical industry on Atay - Level
درس حول
آثار تطبيق
اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة على صناعة الأدوية في الوطن العربي - واقع
صناعة الأدوية على المستوى الدوليى -
من خلال دراسة المبادئ الأساسية لاتفاقية
حقوق الملكية الفكرية(TRIPS) يتضح أن صناعة الأدوية قد تكون واحدة من أكثر الصناعات تأثرا
بها، وذلك لكون هذه الصناعة ذات خصوصية كبيرة مرتبطة خاصة ببراءة الاختراع.
وباعتبار أن الدواء كسلعة يتميز بثلاث خصوصيات رئيسية تجعل منه السلعة الأكثر حرجا
اجتماعيا واقتصاديا فيما يتعلق بالانعكاسات المحتملة لتطبيق اتفاقية(TRIPS). فالخصوصية الأولى تتمثل في أن
الدواء سلعة لا يمكن لمن يحتاجها الاستغناء عنها، والثانية أن الدواء سلعة توجد
على الدوام منذ عرفها الإنسان وفي تطور مستمر، وأما الخصوصية الثالثة فتتمثل في
اعتماد الدواء على الابتكار والبحث العلمي العميق والمتواصل. وهذه السمات تجعل من
الدواء سلعة تتمتع بقيمة مضافة عالية وأكثر ربحية من غيرها من السلع.
كما أن ما يثيره اتفاق(TRIPS) من قلق وردود فعل بعيدة المدى
مرده إلى ذلك الشرط الجديد والذي يقضي بالتسليم بحق أصحاب المعارف الصيدلانية
الجديدة في احتكار ثمارها لمدة 20 عاما ويخشى العديد من الخبراء في البلدان
النامية والمتقدمة على حد سواء أن يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في أسعار الأدوية.
ووفق ما سبق سنحاول في هذا
المبحث التطرق إلى واقع صناعة الأدوية في العالم، ثم واقع هذه الصناعة في الوطن
العربي، ثم مدى تأثر هذه الصناعة باتفاقية(TRIPS) وما هي التحديات
والصعوبات التي تواجه صناعة الأدوية في الوطن العربي، وكيف السبيل للخلاص من هذه
القيود التي يفرضها النظام العالمي الجديد للتجارة.
واقع صناعة
الأدوية على المستوى الدولي
يقدر حاليا عدد الشركات
العملاقة في مجال صناعة الأدوية بنحو 1000 شركة، وتقدر السوق العالمية للأدواء
بحوالي 373 مليار $ سنة 2000. هذا وقد
توقعت مصادر لشركة (IMs (وهي شركة عابرة
للقارات متخصصة في الإحصاءات الدوائية أن تزداد مبيعات الدواء على مستوى العالم
بمتوسط سنوي قدره ( 8.1%)
لتبيع نحو 506 مليار دولار سنة 2004. وطبقا لنفس المصدر فإن الأسواق الثمانية الأولى
سنة 2000 كانت وفق الترتيب التالي:
الجدول رقم (3-3) : أسواق الأدوية الثمانية
الكبرى في العالم لسنة 2000.
الوحدة مليار دولار.
الرقم
|
البلد
|
حجم السوق
|
01
|
الولايات المتحدة
الأمريكية
|
95.822
|
02
|
اليابان
|
51.984
|
03
|
ألمانيا
|
14.614
|
04
|
فرنسا
|
13.504
|
05
|
إيطاليا
|
09.201
|
06
|
المملكة المتحدة
|
09.084
|
07
|
إسبانيا
|
05.359
|
08
|
البرازيل
|
05.185
|
أما عن استهلاك الدواء
في مختلف مناطق العالم سنة 2000 فقد قدر على النحو المقدم في الجدول التالي:
الجدول رقم (3-4) :
استهلاك الدواء عبر مختلف مناطق العالم سنة 2000 .
المنطقة
|
حصة الفرد سنويا
بالدولار
|
%من الاستهلاك
العالمي
|
حجم الاستهلاك
(مليار دولار)
|
عدد السكـان (مليون نسمة)
|
أمريكا الشمالية
|
518 دولار
|
38 %
|
157 مليار $
|
303 مليون نسمة
|
أوربا الغربية
|
243 دولار
|
24.4 %
|
101 مليار $
|
415
|
أوربا الشرقية
|
20.5 دولار
|
2.1 %
|
8.6 مليار $
|
420
|
اليابان
|
548 دولار
|
16.4 %
|
68 مليار $
|
124
|
أمريكا اللاتينية
|
46.5 دولار
|
6 %
|
24.8 مليار $
|
533
|
إفريقيا
|
7.3 دولار
|
1.3 %
|
5.4 مليار $
|
741
|
جنوب شرق آسيا
والصين
|
12.9 دولار
|
5.7 %
|
23.4 مليار $
|
1.813
|
شبه الجزيرة الهندية
|
5.8 دولار
|
1.5 %
|
6.2 مليار $
|
1.060
|
الشرق الأوسط
|
22.8 دولار
|
2.1 %
|
8.7 مليار $
|
381
|
البلدان العربية
|
21.5 دولار
|
1.5 %
|
6.3 مليار $
|
292
|
Source:
www. ahram. org. eg/acpss
أما فيما يخص سوق الخامات
الدوائية، فإنه طبقا لإحصاءات سنة 1996 يبلغ حجم هذه السوق حوالي 09 مليار دولار،
منها مواد خام بحجم يقارب 1مليار دولار تخضع لبراءات اختراع. وقد تمكنت بعض الدول
النامية كالصين والهند والأرجنتين وكوريا من المنافسة في السوق الدوائية الخام،
حيث قد وصل حجم صادرات المواد الخام من الدول النامية سنة 1996 إلى حوالي 02 مليار
دولار.
1-1-
الخصائص الاقتصادية لصناعة الأدوية:
تشهد صناعة الأدوية على الصعيد
العالمي بعض المستجدات الخاصة بتوجيهات التسيير الإداري والاقتصادي، ويتمثل في
النقاط التالية:
أ/ التحالفات الاستراتيجية بين الشركات
فيما بينها أو بين الشركات ومخابر البحوث ، وهي متزايدة منذ التسعينات
بمعدل 28 % في المتوسط وهي تنشأ من أجل أهداف بحثية تطويرية أو لأهداف تسويقية.
ب/ الاندماج بين الشركات العالمية الكبرى:
وتهدف عمليات الاندماج بين الشركات أو عمليات الإستحواذ إلى زيادة القدرات
التنافسية و الإحتكار ، حيث تسيطر الشركات الثلاثة الأولى وهي (جلاكسو سميث كلاين،
فايزر، وميروك) على 17.86 % من حجم السوق العالمي، ويقدر نصيب كل من الشركة الأولى
والثانية بـ6.7 % و7.0 % على التوالي من حجم السوق العالمي.
جـ/ توافق المواصفات على المستوى الدولي: يجري
توافق المواصفات وتطوير مستويات التوافق طبقا للتقدم العلمي والتكنولوجي للشركات
الكبرى حيث يحدد ذلك من خلال لقاءات المؤتمر الدولي للتوافق.
د/ تزايد الاهتمام بالأدوية الجنيسة: الأدوية
الجنيسة هي تلك التي زالت عنها حماية براءات اختراعها، فتصبح بالتالي متاحة
للتصنيع دون إذن من أصحاب البراءات، ويمكن بيعها بالاسم النوعي للدواء وليس بالاسم
التجاري، وهي تنتشر بنسبة تفوق 90 % في الدول النامية.
هـ/ استعانة شركات الدواء الكبرى بوحدات
بحثية صغيرة خارجها في إجراء جزئيات بحثية أو تطويرية محددة، ويهدف هذا الإجراء
إلى الاستفادة القصوى من التنوع والتراكم المعرفي في الوحدات البحثية خارج الشركة
مع استخدام أقل ما يمكن من موارد بشرية ومادية.
و/ بدء العمل بتنفيذ اتفاقيات (TRIPS): فمن المعروف بأن الشركات الدوائية العالمية كانت محركا
رئيسيا لتضمين اتفاقيات التجارة العالمية الاتفاقية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية،
والتي تقضي بتطبيق نظام البراءة ليس فقط على عملية التوصل إلى دواء جديد، بل أيضا
على المنتج الدوائي نفسه، وذلك على مدى فترة حماية البراءة لا تقل عن 20 عاما، وقد
ظهر مؤخرا إدراك متزايد لدى البلدان النامية لخطورة العديد من مواد هذه الاتفاقية
على توفر الأدوية والصحة العامة فيها.
1-2- الخصائص التكنولوجية لصناعة
الأدوية:
طبقا للإحصاءات المنشورة يبلغ متوسط الإنفاق
على أنشطة البحث والتطوير (R&D) في صناعة الأدوية على مستوى العالم 17.3 % من جملة المبيعات،
وعلى الرغم من التفوق الواضح في هذا المجال لكل من الولايات المتحدة الأمريكية
وأوربا الغربية واليابان، فإن بلدانا أخرى (منها بعض الدول النامية) قد بدأت
بالفعل في تحقيق قدرات بحثية وتطويرية هامة في هذا المجال تجعل لها مساهمات مهمة
على مستوى إنتاج مواد دوائية جديدة، من هذه البلدان نجد الصين، كندا، إسرائيل،
الهند وإسبانيا، ذلك بالإضافة إلى تميز كوبا على مستوى الدول النامية في التوصل
إلى إنتاج مواد دوائية بالتكنولوجيا الحيوية عن طريق بحوث الهندسة العكسية.
وبصورة عامة يمكن الإشارة إلى
أهم التوجيهات البحثية التطويرية التكنولوجية في مجال صناعة الأدوية كما يلي:
أ/ استخدام تكنولوجيات الكيمياء
التوافقية والغربلة الفارماكولوجية السريعة جدا في التوصل إلى الآلاف من المركبات
الكيميائية، وكذلك غربلتها بيولوجيا في غضون ساعات وليس سنوات كما كان من قبل.
ب/ استحداث منتجات دوائية باستخدام
التكنولوجية الحيوية والهندسة الوراثية، وهذا الاتجاه يشغل حوالي نصف الاستثمارات
الجارية لإنتاج أدوية جديدة.
جـ/ التوصل إلى تخليق المادة الدوائية في
أنقى صورها والأكثر مأمونية.
د/ تطوير الأشكال الصيدلية (الأقراص،
الكبسولات، القطرات،...إلخ) واستحداث أنظمة جديدة لتوصيل الدواء إلى المكان
المقصود داخل الجسم.
من خلال ما سبق يتبين بأنه على صعيد
الصناعة الدوائية فإن الدول المتقدمة وشركاتها المتعددة الجنسيات ومن خلال اتفاقية
حقوق الملكية الفكرية قد شنت حربا غير متكافئة على الدول النامية وحدت من قدرتها
على مجاراة التكنولوجية الدوائية الحديثة ،لتوفير دواء فعال وبسعر معقول
لمواطنيها. كون أن صناعة الأدوية في الدول النامية ومؤسسات البحث والتطوير العاملة
في هذا المجال تواجه عوائق جديدة لم تكن موجودة من قبل، كحرمانها من حقوق عديدة
كانت تمنحها التشريعات الوطنية السابقة في مجال براءات الاختراع، كانصراف الحماية
على طريقة التصنيع وعدم السماح بتقديم براءات الاختراع للمنتجات التي ترتبط بصحة
الإنسان وغيرها من الحقوق السارية في معظم البلدان النامية.
المرجع:
محمد رؤوف حامد:
الصناعات الدوائية العربية في مواجهة متغيرات البيئة الدولية، مجلة مركز
الدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2005
الى هنا نكون قد قدمنا لكم هذا
الوضوع ليكون اضافة في سرح المعرفة للتلاميد و الاساتذة .... اتمنى ان يكون في
متناول الجميع ....
اذا واجهتك أي مشكل او تسائل ضعه في
تعليق اسفل الموضوع و سنجيبكم على كل التسائلات باذن الله ....
ان اعجبك الموضوع لا تنسى
بمتابعتنا بالنقر على متابعة بالبريد الالكتروني في اسفل الموضوع حتى يصلكم كل
جديد في موقع مدونة المتخصص في الاقتصاد ...
يمكنكم
متابعة ايضا المواقع التالية كمصدر لاهم المعلومات .....
زورو المواقع التالية
|
|
|
|
|
|
Post A Comment:
0 comments so far,add yours