مفاهيم،هام،حول،الضريبة،نشأة،تكور،الدول،العربية،الاجتماعي،التكافل،فرانسوا،التبادلية،الضريبي،الانتاج،حجم،رؤوس،الاموال،العمل،سميث،العدالة،كينز،السوق،اقتطاع،نقدي،اهداف،المالي،ميزانية،الاقتصادية،الاجتماعية،السياسية،






مفاهيم هامة حول الضريبة    


لقد مرت الضريبة منذ القدم بعدة مراحل موازاة مع تطور المجتمع البشري، حيث كانت في بداية الأمر اختيارية ثم بعد ذلك إلى رسوم مقابل خدمات و في الأخير تطور هدفها و أصبحت أداة لتحقيق أهداف اقتصادية و اجتماعية، حتى وصل الأمر إلى أن صارت الضريبة علما قائما بذاته و بالتالي انفصلت عن العلوم الأخرى نظرا لأهميتها.




1-      نشأة الضريبة و تطورها


         لقد شهدت الدول العربية نظاما ماليا متقدما و ذلك منذ سنة 632م إلى غاية القرن التاسع عشر كما أن هذا النظام يتميز بالعدالة و التكافل الإجتماعي. في حين نجد بقية الدول تعاني من أنظمة غير عادلة كالعمل القسري ففي سنة 1646 انتقد الكاتب الإسباني ALCAZAR DE ARRIACE النظام الضريبي السائد في عصره  و الذي كان يتميز بتعدد الضرائب، فاقترح إلغاء تلك الضرائب واستبدلها بضريبة وحيدة على الدخل.

               في سنة 1707 نشر الكاتب الفرنسي VAUBAN كتاب بعنوان العشر الملكي إنتقد فيه نظام الضرائب غير المباشرة المطبق في فرنسا مقترحا بدله ضريبة وحيدة على الزراعة بالإضافة إلى ضريبة على الدخل، و مع مطلع القرن الثامن عشر ظهرت أفكار المدرسة الطبيعية، التي تعتبر أن الزراعة هي مصدر الثورة باعتبار أن الأرض هي وحدها التي تنتج أكثر مما انفق عليها لذلك فهي تحقق فائضا على عكس القطاعات الأخرى(الصناعة و التجارة) التي تعتبر عقيمة بحيث أنها لا تحقق فائضا يعتمد طرح الطبيعيين على فكرة الضريبة على من يستطيع أن يدفع و على هذا الأساس إتخذوا نظاما ضريبيا يعتمد على الضريبة وحيدة و هي الضريبة على الأرض.

              إن فرانسوا كيني(F.QUESNAY) يربط الاقتطاع الضريبي بالفائض أي الناتج الصافي الذي يعادل الفرق بين القيمة التبادلية (سعر البيع) و القيمة الأساسية(نفقات الإنتاج) كما أنه يرفض التوسع في الاقتطاع الضريبي لأن ذلك يعرقل عملية إعادة الإنتاج و في هذا السياق يقول (F.QUESNAY):



«يجب على الضريبة أن لا تكون هدامة أو بعيدة عن الكتلة أو حجم المداخيل و يجب أن تقام على الأموال الثابتة (عقارات) و ليس على أجور أو مداخيل العمال و ليس على أسعار الحبوب» كما انه رفع شعار (الضريبة الوحيدة على ناتج الأرض الصافي).

            وفي مطلع القرن التاسع عشر برزت الرأسمالية كنمط إنتاجي يعتمد على تراكم رأس المال وقد أيد كل من ادم سميت وريكاردو وجورج هنري وجهة نظر الطبيعيين في إلغاء جميع الضرائب واتخاذ ضريبة على ريع الأرض، لا بسبب الأرض هي العامل الإنتاجي الوحيد الذي يحقق فائضا كما اعتبره الطبيعيين،بل حتى لايتمكن المكلفين نقل العبء الضريبي إلى غيرهم عن طريق رفع الأسعار.

          إن فرض ضريبة وحيدة على الأرض يعمل على تشجيع تكوين رؤوس الأموال و القضاء على كل ما يعرقل نشاط ارتاب العمل، و قد وضع ادم سميت ADAM SMITH المبادئ الأساسية للضريبة لتحقيق العدالة الضريبية و إنصاف المكلفين و من اجل تحقيق العدالة اعتبر ادم سميت إن الضريبة النسبية هي الضريبة العادلة.

          و في اطر تحقيق العدالة الضريبية نجد أن جان ساي JEAN SAY يدعو إلى التقليل من الضرائب،معتبرا أن الضريبة التصاعدية هي الضريبة العادلة، كما تعتبر أفكار الاقتصادي جون هوبسونJOHN HOBSON التي تنادي بها في أوائل القرن العشرين هي امتداد لأفكار الطبيعيين.

             حيث يرى أن عبء الضريبة يجب أن يقع على الفائض، لكن يرى أن الفائض لا يقتصر على الأرض فقط بل يشمل العوامل الإنتاجية الأخرى كالعمل و رأس المال و قد اعترضJOHN HOBSON على الضرائب الغير مباشرة لسهولة نقل عبئها بعكس الضرائب على الفائض الذي يصعب نقل عبئها كما اعتبر الضرائب التصاعدية هي التي تحقق العدالة الضريبية.

         يعتبر اتخاذ الفائض كأساس لفرض الضريبة اتجاه سليم إلا أن الصعوبة التطبيقية تكمن في كيفية التوصل إلى عناصر ذلك الفائض.

           لقد وضع النيوكلاسيك الذي يتزعمهم الرائد مارشال ALFRED MARSHALL نظريتهم الاقتصادية التي تعتمد على مبدأين أساسين هما:

-مبدأ تنظيم النشاط الاقتصادي بواسطة سوق تتميز بمنافسة حرة و جيدة
-مبدأ التخصيص العقلاني للموارد.

      تعتبر هذه المدرسة أن الضريبة تتحدد في السوق دون تدخل الدولة استنادا إلى فكرة الحرية التي يؤمنون بها، بينما يرى آخرون أن الضريبة تحددها الدولة بسبب تدخل عوامل خارجية على النموذج النيوكلاسيكي تعرقل التخصيص الأمثل للموارد بواسطة السوق.




        بصفة عامة الكلاسيكيون و النيوكلاسيكيون يرون أن الدولة لاتتدخل في تحديد الضريبة بل يترك ذلك للسوق الذي يرجع له الفضل في تحقيق التوازن الاقتصادي.

         أما كينز KEYNES فقد اعتبر تدخل الدولة ضروري لتنظيم السوق والعمل على تحقيق التوازن الاقتصادي،فبواسطة الضريبة تعمل الدولة على تدعيم القوة الشرائية عن طريق إعادة  التوزيع العادل للمداخيل،التخصيص العقلاني للموارد وتوفير التشغيل.

نتيجة لما سبق يمكن وضع الملاحظات التالية:

-الضريبة فكرة قديمة عرفتها البشرية منذ القدم.
-الضريبة هي انعكاس للأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للمجتمع التي تفرض فيه فهي تتغير حجما و وعاءا و غرضا بتغير تلك الأوضاع لذلك فهي عرفت عدة أشكال عبر التاريخ.
-لم تصبح الضريبة حيادية بل هي تؤثر في البنيان الاقتصادي و الاجتماعي.


2-       مفهوم الضريبة:


 للضريبة عدة تعاريف أهمها:


(هي اقتطاع نقدي مالي تقوم به الدولة عن طريق الجبر من ثروة الأشخاص الآخرين دون مقابل خاص بدفعها وذلك بغرض تحقيق نفع عام).

(الضريبة هي وسيلة لتوزيع الأعباء العامة بين الأفراد، توزيعا قانونيا و سنويا طبقا لقدراتهم التكليفية).

(هي اقتطاع نقدي جبري نهائي يتحمله المكلف، و يقوم بدفعه بلا مقابل وفقا لمقدرته على الدفع, مساهمة منه في الأعباء العامة أو لتدخل الدولة لتحقيق أهداف معينة)

و من هذه التعاريف يمكن إعطاء تعريف شامل يرتبط بالواقع العملي للضريبة يتمثل في أنها اقتطاع مالي نقدي، تقوم به الدولة من أموال الأفراد إجباريا و بصفة نهائية، دون مقابل وفقا لقواعد تشريعية مقررة، بغرض تمويل أنشطتها لتحقيق النفع العام.  







3-      أهداف الضريبة:



يمكن التمييز بين الأهداف اقتصادية و اجتماعية بالإضافة إلى الأهداف المالية:


اولا: الأهداف المالية:


           تهدف الضريبة إلى ضمان إمداد الدولة بالموارد المالية التي تسمح لها بتمويل الأنشطة المخولة لها قانونا، و قديما كان هذا هو الدور الوحيد للضريبة ما دام أن هذه الأخيرة و في إطار الدولة الليبرالية, لها كهدف وحيد تمويل نفقات الدولة المرتبطة بالأمن, بالعدل, بالدفاع الوطني و بالأنشطة الدبلوماسية.

         إن تحصيل الضريبة بالنسبة للدولة يعتبر وسيلة أساسية لتمويل ميزانية الدولة على عاتقها نفقات متعددة, و إن أهمية التمويل في الجزائر تكتسي صبغة أساسية لتمويل نفقات الدولة.

          إن هده الوظيفة مازالت قائمة إلى يومنا هذا، لكن تحول طبيعة دور الدولة إلى دور تدخلي، جعل للضريبة وظيفة اقتصادية وأخرى اجتماعية هامتين.


ثانيا: الأهداف الاقتصادية:


           و تكمن في استعمال الضريبة لتحقيق الاستقرار في الدورة الاقتصادية و معالجة بعض الظواهر الاقتصادية منها محاربة التضخم و ذلك في إطار استعمال سياسة توسعية معناه، لامتصاص الفائض في القدرة الشرائية يجب الزيادة في الاقتطاع الضريبي، إلا أن الضريبة تقوم في بعض الأحيان بعمل انتقائي وذلك لما تميل الدولة إلى تشجيع قطاع اقتصادي معين مثلا قطاع السكن، القطاع الزراعي، أو منح تسهيلات ضريبية لتشجيع الاستثمارات و بالتالي خلق مناصب شغل و القضاء على مشكلة البطالة عن طريق التخفيض من الاقتطاع الضريبي، كما أن الدولة قد تلجا إلى رفع الضرائب على القطاعات التي تضر بنشاطها الاقتصادي.







ثالثا: الأهداف الاجتماعية:


           وتتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية و يتم ذلك عن طريق ضبط الضريبة على أساس القدرة الشرائية لمختلف الفئات الاجتماعية، كما إن الضريبة تساهم في المحافظة على إمكانية اقتناء السلع ذات استهلاك واسع ( الخبز، الحليب ) وذلك عن طريق تخفيض الضريبة، أو الحفاظ على الصحة العمومية و ذلك بفرض ضرائب مرتفعة على السلع التي ينتج عنه أضرار صحية كالمشروبات الكحولية و التبغ و غيرها.

و هكذا نجد أن الضريبة تعتبر أداة من أدوات تحقيق الرفاهية العامة في الميادين الاجتماعية و المالية و الاقتصادية..

 

Share To:

ecomedfot salellite

Post A Comment:

0 comments so far,add yours