مخاطر القروض البنكية و الحذر أثناء منحها





السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اخواني اخواتي الكرام متتبعي مدونة لمتخصص

و مدونة قناة المتخصص

اهلا و سهلا بكم زوار و متتبعي مدونة المتخصص في هذا الشرح الجديد الذي يخص

    مخاطر القروض البنكية و الحذر أثناء منحها

اخي الكريم لا تنسى ان تضع تعليقك اسفل الموضوع اذا اعجبك هذا الموضوع ....

هذا الشرح مقدم اليكم بشكل حصري على مدونة المتخصص ...........

سنبدأ بالشرح و ما عليك الا قليل من التركيز فقط ، فالامر ليس بالصعب بل يتطلب قليل من الفهم و التركيز.....

لهذا تابع معنا شرح كيف ندرج هذه القائمة الذكية خطوة بخطوة على مدونة المتخصص .......


سنبدأ بالشرح و ما عليك الا قليل من التركيز فقط ، فالامر ليس بالصعب بل يتطلب قليل من الفهم و التركيز.....


    مخاطر القروض البنكية و الحذر أثناء منحها

       
                 تعتبر عملية الإقراض ـ منح القروض ـ للعملاء الخدمة الأساسية التي تقدمهـ البنوك و المصدر الأول للربـح ، و لكـن هذا الأخير يكـون دائما مهـدد   و ذلك أن عملية الإقـراض تكـون محفـوفـة بعـدة مخـاطـر ، حيث تعتبر هــذه الأخيرة صميم النشاط البنكي لكـون طبيعة نشاطه تشوبه المخاطر هـي اليــوم أكثر مما كانت عليه سابقا و هـذا لأن البنـوك لازالت تمارس نفس الأنشطـة ، رغم التطورات و التحولات العميقة من عشرات السنين ، كمــا أن الخطـر لا ينشـأ فقط مـن عمليات الإقـراض ، و لـكـن مجمل الأنشـطـة البنكية الأخــرى و نظـرا لأهمية الموضـوع خصصنا هـذا الفصل لدراسة مخاطـر الـقــروض البـنـكـيــــــــة .






مخاطر القروض

              عندما يقوم البنك بنشاطه الرئيسي ألا و هو منح القروض ، فإن هذا يعني أنه يضع ثقته فيه و لكن هذه الثقة و مهـمـا كانت درجتها ، فإنها قابلة للانحلال و التلاشـي و ذلك أن هناك بعض العملاء لا يقومون بالسداد في الوقت المتفق عليه و هناك من يمتنع كليـا عن السداد ، مما يجعل حالة البنك سيئة ، و هذا ما نسميه بمخاطر القروض المصرفـية .      

اولا : مفهوم المخاطرة و تعريف مخطر القرض

І ـ 1 ـ مفهوم المخاطرة:

  يمكن كخطوة أولى أن نقدم توضيحا لكلمة < المخطر > وفقا لمختلف و جهات النظـر كما يلي :   

 لـغــة : " إن كلمة مخطر هي مستوحاة من المصطلح اللاتيني < RESCARE > أي < RISQUE > و الذي يدل عـلى الارتفاع فـي التوازن و حـدوث تغيير مـا بالمقارنـة مع ما كان منتظرا و الانحراف عن المتوقع " .
إصطلاحا:هو ذلك الالتزام الذي يحمل في جوانبه الريبة و عدم التأكد المرفقين باحتمـال وقوع النفع أو الضرر ، حيث يكون هذا الأخير إما تدهورا أو خسارة .
ـ كما تعـرف المخاطـرة عـلـى أنـهـا : < احتمال وقـوع الخسـارة فـي المـوارد الماليـــة أوالشخصية نتيجة عوامل غير منتظرة في الأجل الطويل أو القصير > .

تعريف مخطر القرض :

  عندما ترتبط المخاطرة بالقـرض ينتج مخطـر القـرض و هـو مرتبط بالنشـاط البنكـي الذي يتعلق بمنح القروض و هـو من أهـم المخاطر التي تتعرض لها المصارف و هــي عمـوما إمـا مخاطـر مالية تمس اختلال التـوازن المالـي ، و إما اقتصادية نتيجة ظهـور تشريعـات جديدة قد تؤدي إلى حـدوث انقطـاع كـلـي أو جزئي للسوق الذي يتعامل فـيـه البنك .    

ـ كما أن مخطر القرض يتمثل في العجز الكلي أو الجزئي عند التسديد مـن قبـل العميـل في الوقت المتفق عليه .
ـ و يعـرف أيضا أنه : < عدم إمكانية التقدير المطلق لتلقي الأرباح المرجوة و المتوقعة مـن عملية توظيف الأمـوال ، إضافة إلـى أنـه الفـرق بين مـا ستكون عليه القيمة الفعلية للمتغيـر عـنـدمـا تتحـقـق الأهــداف المستقبلية و القيمة المحتملة المستمـرة كـمـا حسبت مــن قبل > .


  و من خلال هذه التعاريف يتبين أن القرض هو مخاطرة ذات معنيين :

1ـ المعنى الأول يتضمن عجز المقترض عن التسديد .
2ـ الثاني معنـى إحصائـي يتمثل فـي احتمال الخسارة و هـو متضمن فـي المعنى الأول
و منه لا يمكن فصل المخاطرة عن القرض .

مستويات مخاطر القرض :

  إن الأخطار التي تواجه البنك تتحدد في مستويات ثلاث هي :

1 ـ الخطر المتعلق بالمدين نفسه Les Risque Tient au Dibiteur Lui méme :

  يكون هذا الخطر مرتبط بالحالة المالية ، الصناعية و التجارية للمنشأة ، الأهلية التقنية أو لسلوك مسيرها و هو ناجم عن سوء التسيير و التقدير من طرف رئيس المنشأة لهـذه الأخطار الصناعية ، تجارية ، مالية ، كما يمكن أن تكون سبب عناصر غير متوقعة .

2 ـ الخطر المتعلق بقطاع نشاط المستفيد:Les Risque Est Lie au Secteur D'activité du Bénéficiaire                                                      

      غالبا ما ينجم هذا الخطر من تطور أسعار المواد الأولية أو من المنافسة الخارجية أو حتى من ظواهر اجتماعية و يسمى أيضا : خطر وظائفي أو مهني .

3 ـ الخطر الناتج عن أزمة عامة:  Les Risque Décolle d'une Crise Générale                                                                  

  يؤثر هذا النوع من الأخطار تأثيرا سلبيا على اقتصاد الدولة
مثال: الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1929
  حيث أن هـذا النوع مـن الأخطار لـــه علاقة بمراقبة الأزمـات السياسية و الاقتصادية
و بأحداث غير متوقعة .


ثانيا : طبيعة المخاطر التي يتعرض لها البنك

  بعدما تعرضنا إلى مفهوم المخاطـرة و مخطـر القرض خلال المطلب الأول فإنه مــن الضروري تعداد أنواع المخاطر التي تواجــه البنوك أثناء قيامها بمختلف الوظائـــف ،
و خلال هذا المطلب سنذكر أهم الأخطار الرئيسية التي يخشاها البنكي ( رجل البنك )، فمنها ما هو مرتبط بالظروف الاقتصادية و الاجتماعية و منها ما هو مرتبط بنشاط السوق الذي يخدمه المصرف ، و تتلخص هذه المخاطر كما يلي :

1 ـ المخاطر المتعلقة بالطرف المقابل .   Risque de la Contre Partie
2 ـ مخطر السيولة .   Risque de Liquidité
3 ـ مخطر نسبة الفائدة . Risque du Taux D'intérêt  
4 ـ مخطر سعر الصرف . Risque du Taux de Change 
5 ـ مخطر عدم السداد .   Risque D'insolvabilité
6 ـ مخطر عدم التحريك الجمود.

П ـ 1 ـ مخطر الطرف المقابل :  Risque de la Contre Partie

  عندما تتحدث عن مخاطر القرض يكون مخطر الطرف المقابل أول ما يجب أن يذكر و يسمى أيضا  < مخطر التوقيع >  حيث يعـد مـن أهـم المخاطـر التـي تتحملها البنوك
و يمكن تعريفه كما يلي :

 < هو المخطر الذي يتحمله البنك عند إعسار الشخص المادي أو المعنوي و هـذا يعني أن مديني البنك لن يوفوا بكل التزاماتهم أو جزء منها > .
 أي تحمل الخسارة إذا تبين أن الطـرف المديـن عـاجـز عـن الوفـاء بدينه و يـأخـذ هــذا المخطر 3 أشكال هي :

أ ـ  مخطر على المقترض : و يخص كلا من القروض الممنوحة للزبائن و التوظيفــات  المقامة في الأسواق المالية .  

ب ـ مخطر على المقرض : و يخـص ضمانات التمـويـل المحتملة و المقـدمـة مـن قبــل أطراف بنكية مقابلة بغرض ضمان تمويل النشاط عند مواجهة الصعوبات .

جـ ـ مخطـر عـلـى الوسائـل المشتقة : و يكــون عـلـى وسـائـل ضمان النسب و أسعار الصرف التي تم التفاوض حولها .

  و ينقسم مخطر الطرف المقابل إلى نوعين أساسيين هما :

1 ـ مخطر الطرف المقابل بصفة رئيسية :

  أي مخطر الخسارة الناجمة من إعسار و عجز المدين عن الوفاء بالتزاماته مهما كان شكله و قد يخص الأمر أحد العوامل التالية :
ـ القروض الممنوحة و التي تكون متبوعة بمختلف الضمانات.  
ـ السندات المحجوزة في إطار نشاط البنوك .
ـ الالتزامات خارج الميزانية و التسبب في مخاطر أكيدة أو متوقعة للطرف المقابل .

2 ـ مخطر الطرف المقابل بصفة ثانوية :

  و يتجسد في شكلين :

ـ مخطر انحلال (زوال) الفرصة التي كان البنك يعتقد أنه كان سيحصل عليها ، بمعنى أن البنك في هذه الحالة لم يقرض أموالا و لم يقدم ضمان بل أنه استفاد من إمكانية فحسب و التي يمكن استعمالها مستقبلا .
ـ مخطر الدفع و التسليم .

П ـ 2 ـ مخطر السيولة : Risque de Liquidité

  ظهر هذا في البداية مع حلول الأزمات النقدية بسبب اختلال التنظيم و مـن ثـم وضعة الهيئات المالية استراتيجية تسيير السيولة بغية التحكم في المشكل ، يمكن تعريف هــــذا المخطر على النحو التالي :
 < هو احتمال عدم القدرة علـى الوفاء بالتزامات التسديد عند تاريخ الاستحقاق كما أنـه يعبر عن احتمال التوقف عن الدفع > .
 و بالنسبة للبنوك فهــو استحالة إعـادة التمويل أو وجـود شـروط إعادة التمويل الذي قد يؤدي لحدوث خسائر .

أ ـ مخطر السيولة الفوري :

  و يتمثل فـي عجز البنك عـلـى مواجهة طلب السحـب الجماعي و المفاجـئ للمـودعين
و هذا المخطر ليس يوميا،كما أن البنوك تسعى لإيجاد حلول و وقائية و أخرى علاجية.

ب ـ مخطر التحويل :

  و هـو ناجم عن إحداث تغيرات متواصلة خلال مــدة الاستخدامات و التـي تتمدد بينما تبقى آجال الموارد إما عـلـى حالها أو تتقلص و هـذا بسبب تغير احتياجات عملاء البنك المودعين منهم و المقترضين .

  و يظهر مخطر السيولة نتيجة أحد الأسباب التالية :

ـ سحب جماعي للودائع أو المدخلات من طرف الزبائن.
ـ عدم احترام مواعيد و آجال الدفع لتسديد القروض.
ـ وضعية البنك تجاه أسواق التمويل ، كالسوق النقدي مثلا.
ـ خطر سعر الفائدة الذي يتعرض له البنك و أثره.
 
             و يمكن لخطر عدم السيولة أن يوصل البنك إلى لحالة الإفلاس المحقق لأن المصرفي لا يستطيع أن يمـارس النشاط اليومـي بـدون سيولة و عليه يتوجـب علينا التطـرق إلــى انعكاسات خطر عدم السيولة أي الإشارة للآثار المتمثلة في :

ـ لا يمكن للمصرفي (البنكي) ضمان توزيع القروض و لا الوفاء بوعده على التمويل.
ـ عدم احترام آجال الاستحقاق و الدفع.
ـ لا يـرد عـلـى احتياجات البنك إلا عـلـى ما هـو فـي إطـار سياسـي مثبت مـن طـــرف السلطات النقدية.
ـ حتى يحافظ البنك عـلـى عملائه يجب أن يضمن لهم استرجاع الأموال التي أودعــوها لديه في الوقت الذي يطلبونها فيه و يرغبون في سحبها منه و هو المهم بالدرجة الأولى بالنسبة لهم.

П ـ 3 ـ مخطر نسبة الفائدة : Risque du Taux D'intérêt

  لقد ظهـر هـذا النـوع مـن المخطـر خـلال الفتـرة الأخيـرة فقط ، و مقارنة مع مخطـر السيـولـة يعتبر هـذا المخطـر أشـد تعقيدا مـن حيث الطبيعة و بصفـة عـامـة ينجـم هـذا المخطر عـن العـرض و الطلب عـلـى السنـدات المطـروحة فـي السـوق و الـذي يفسـر تسارع الأوضاع التي يشكلها طالبوا و عارضوا الأموال فـي فتـرة طـويـلـة ، و يعرف مخطر سعر الفائدة على النحو التالي :

 < هو ذلك الحدث الذي يجعل حالة البنك متدهورة و سيئة في ظل التغيرات المستقبلية على مستوى أسعار الفائدة الخاصة بالذمم المالية و الديون التي يكون البنك مجبرا على أدائـهـا و هـذه الحالـة ناتجـة عـن زيادة تكاليف الموارد المحصـل عـلـيـهـا مـن عـوائـد الاستخدامات الممنوحة للعملاء >.

  كما أن هذا المخطر ينتج عن مختلف و ضعيات البنك و تتمثل فيما يلي :

ـ يقع البنك في خطر ارتفاع الفائدة عندما يقرض بسعر ثابت و يعاد تمويله بسعر متغير
ـ البنك يكـون في خطـر انخفاض سعـر الفائدة عندما يقرض بسعر متغير و يعاد تمويله بسعر ثابت .

П ـ 4 ـ مخطر سعر الصرف : Risque du Taux D'échange   

  لقد ظهـر هـذا النـوع مـن المخطـر في عالم البنوك مؤخرا و هذا راجع إلى :

ـ عدم الاستقرار الذي عرفته النسب بالمقارنة مع ما كانت عليه في الماضي.
ـ المكانة التي تحتلها عمليات العملة الصعبة في ميزانيات البنوك.
  و يمكن تعريف هـذا المخطر كما يلي : < هو عبارة عن الخسارة الناجمة من تغيرات نسب الديون و الحقوق المسجلة بالعملة الصعبة مقارنة مـع العملة المرجعية للبنك ، أي أن هـذا المخطـر يخص العمليات التي تكـون فيها العملة غيـر تلك المتداولـة فـــي البنك و بصفة عامة هي تلك المساحة من الميزانية عندما يكون جزء من المداخيل و التكاليف معـرض لتغيرات الصرف ، و تلك المساحـة تمثل وضعية معينة تكـون الاستجابة لهــا عن طريق تغير قيمة سعر الصرف من وحدة لأخرى.
 
  
 و يرتبط هذا المخطر بمخطر نسبة الفائدة خاصة في المدى القريب بمعالجة (كما هائلا من العمليات المسجلة ) ذات النشاط الدولـي أي تلك التـي تقـوم بمعالجـة كما هائـل مـن العمليات المسجلة بالعملة الصعبة ، و من خصائص هـذا النوع مـن المخاطر أن عمليـة الصرف تمر بمرحلتين هما:

ـ الشراء و البيع نقدا من قبل البنوك للعملات الصعبة مما يولد مخطر سعر الصرف. 
ـ تقديم القروض بالعملة الصعبة أو الدخول إلى السـوق النقدية و التعامل بمقابــل العملة المحلية مما ينشئ الخطر. 

П ـ 5 ـ مخطر عدم السداد : Risque D'Insolvabilité    

  يعتبر أكثر المخاطر ضررا و يتمثل في عدم قدرة المدين على الوفاء بالدين المترتــب عـليه و من ثـم ضياع جزئي أو كلي للمبلغ المقترض ، لذلك يسمـى هـذا المخطر أيضا "مخطر عدم القدرة على الوفاء" .

  إن مخطر عـدم السداد هـو خطر جسيـم حيث أن البنكي و فـي معظم الحالات يقـرض أموالا ليست ملكا له ، أي أن هذا الأخير يكون مدينا تجاه مودعين و ينبثق هذا المخطر من عدم ملائمة المدين و يندرج تحت هذا الخطر عدة أخطار سنوضحها كما يلي :

أ ـ مخاطر مالية: و تخص مدى قـدرة المدين عـلـى سداد الدين و يتم ذلك عـن طـــريق دراسة الوضعية المالية لمقترض أي دراسة الوثائق المحاسبية و المالية.

ب ـ مخاطر متعلقة بعملية الائتمان: تتعلق هذه المخاطر بطبيعة الائتمان من حيث : المدة، القيمة، الفرص منه ...إلخ.  

جـ ـ المخطر التقني أو الفني: و يتحدد هـذا المخطر عند تحليل و تقسيم و سائـل الإنتـاج المستعملة من طرف المؤسسة المقترضة و الطرق المتبعة في عملية تصنيع و تسويــق المنتجات.

د ـ المخطر البشري: و يتعلق هذا المخطر بكفاءة و قدرة المقترض ، فإذا تبين بأن هـذا الأخير لا يملك خبرات جيدة فهذا يؤدي إلى عدم الاستغلال الجيد للأموال المقترضة.

وـ مخطر قانوني: و يرتبط هذا المخطر أساسا بعدم معرفة الوضعية القانونية للمقترض و كـذا نـوع النشاط الذي يمارسه ، و مـن أهـم المعلومات التي يجب على المصرفي أن يطلبهــا :

ـ النظـام القانوني الـذي يحكـم المؤسســة ( شركـة ذات مسؤولية محدودة"  SARL" ، شركـة ذات أسهم SPA ...إلخ ).
ـ السجل التجاري ، وثائق الملكية أو الإيجار.
ـ علاقة المسيرين مع المساهمين.


     
П ـ 6 ـ مخطر عدم التحريك الجمود :

  لقد قلنا سابقا بـأن البنك يعتبر مدين بالنسبة للمـودع لأنـه يقـرض الآخرين مــن أموال المودعين و بالتالي فإن كل تأخير في سداد الديون أو اختلال زمني بين عمليات القبض أي تأخير في الدفع يؤدي إلى:

ـ تجميد رؤوس الأموال و هـو ما يؤثر بطريقة مباشــرة عـلـى توازن الخزينة و يجعـل البنك في وضع حرج.
ـ و يبدأ هـذا منذ منح القرض إلى تسديده ، و تزيد درجة الخطـورة إذا انتقل البنك مـــن الاستثمـار بالأوراق القصيـرة الأجـل إلـى الاستثمـار الطـويـل الأجـل و التي يكون من الصعب تصفيتها فـي وقت قصير ، و المصرفي يوازن بين حاجـات السيولـة المطلوبـة لمقارنة السحب من ودائعه الخاصة و مواجهة السحب أيضا من القرض. 
  

 
ثالثا : قياس المخطر Risques  Mesure des

1 ـ تعريف قياس الخطر :

  إن قياس المخاطر يرتبط باستعمال المصطلحين التاليين :

ـ التعرض للمخاطر: هـو حجم الاستجابة للتغير الحاصـل فـي المتغيـرات الخـارجـيــــة
و التي تتميز بعدم التأكد ، و غالبا ما تكون عناصر خارجية لا يمكن مراقبتها.
ـ الإحساس بالوضعيات: و هي معلم خاص و تتمثل فـي نسبة تغير النتائج المحاسبية أو قيمة أحد وسائل السوق بالمقارنة مع العلم العشوائي التحتي و الذي قد يكون:
  نسبة الفائـدة ، مختلف العملات ، أسعـار الصرف ، مؤشرات البورصة ، نسبة عجـز محفظة الزبون

2 ـ القياسات :

  و هي أساسا تخص كل من مخطر الطرف المقابل، مخطر السيولة، مخطر الصرف، مخطر نسبة الفائدة ، و سيتم توضيحها فيما يلي :

1)ـ قياس مخطر الطرف المقابل:

  يأخذ المخطر فـي كل مـرة شكلا معينا حيث يقاس مخطـر الطـرف المقابـل وفقـا لهذا الشكل ، و يتلخص في النقاط التالية :

أ ـ قياس المخطر على المقترض:

  يمكن قياس هـذا المخطـر علـى الملاحظة الإحصائية لتصرفات العميل في الماضي ، حيث نلاحظ في هـذا النوع مـن المخاطر التنوع لأن حجم العمليات الذي يخص المبالـغ الصغيرة كبير ، و عليه فإن البنك يهتم لا محال بمراقبة تشتت المخاطـر عـلـى حســـب العملاء ، و أيضا متابعة الملفات المهمة فيما يخص الالتزامات ، و مـن الناحيـة الماليـة يتم قياس هـذا المخطـر استنادا إلـى المعلومات المالية التي تكون أوفـر بنوعية أحسـن ، 
خاصة إذا سجـل الطرف المقابل عند وكالة فـإن التحليل يكون أسهل لأن البيانات يمكن الحصول عليها مـن الجهة المعنية ، و إذا لم تكن مسجلة يمكن اللجوء إلى تحليل مالـــي انطلاقـا مـن حسـاب النسب المالية ، و عـادة ما تحدد البنوك التـزاماتهـا تجـاه طرف ما
و ذلك وفق أموالها و أمواله هو.


ب ـ قياس المخطر على المقرض:

  إن قياس هـذا المخطـر لا يختلف عـن سابقـه ، و عمومـا منشـآت القرض لهـا إمكانية إعادة النظر فـي الاتفاقيات المنعقدة و ذلك حسب ما يصلها من معلومات جديدة و يتمثل القيـاس فـي تقديـر كلفة استبـدال الضمـانـات الموجـودة بضمـانـات جـديـدة تملك نـفـس الخصائص في حالة ما إذا كانت الأولى مهددة للتعرض إلى خلل ما. 

جـ ـ قياس الخطر على المنتجات:

  يتم قياس هذا المخطر عن طريق دراسة إمكانية التسديد الحالية و المستقبلية للطــرف المقابل ، و فيما يخص التقديـر الثانـوي فإنـه يقارب ذلك الـذي يخص ضمـانـات إعـادة التمويل، و بالنسبة للخسارة المحتملة فهي مقدرة بتكلفة استبدال الضمان .

 و بصفة عامة يقاس مخطر الطـرف المقابل فـي مرحلة أولى قبل الشروع في تنفيذ أية عملية عن طريق دراسة إمكانية و يسر السداد الحاضر و المستقبلي للطرف المقابل.

2) ـ قياس مخطر السيولة :

  إن المنشـأة التي تسعى إلى تدعيم وضعيتها تتعـرض لمخطـر ارتفاع تكلفة السيولـة و التي يمكن أن تتعدى ما حددته المنشأة في تقديرها عند منح القرض،و يتم قياس مخطر السيولة باستخدام ما يعرف بـ :جداول فئات الاستحقاقية، أو بواسطة الحجم و الهامش و كذا القيمة ، و فيما يلي سنتناول كلا على حدا:

أ ـ جدول فئات الاستحقاقية:     
  حيث يتم في هذه الجداول ترتيب أصول و خصوم البنك حسب المدة المتبقية للتسديد ، و يشير الجدول في لحظة معينة إلى وضعية السيولة كما يمكن أن يظهــر عـدم التطابق في مواعيد التسديد إن وجد .

ب ـ قياس الهامش :
  و يتمثل في تقييم و تقدير التأثيرات المختلفة على النتائج الجارية للمنشأة و أيضا على تغطية المخاطر المتعلقة بالسيولة و يخص هذا الهامش الفائدة في الأجل القصير.

جـ ـ قياس القيمة:
  و هـو يتعلق بقياس أثـر تغير تكلفة السيولة عـلـى القيمة المالية للمنشـأة و ذلك يجعــل القيمة الحالية لذلك الأثر تعادل هامش الفائدة و لا يتم قياس الفائدة إلا إذا كان من مقدور المسير تقييم توجهات سيولة العملاء و التي تخص الموارد لأجل، المفروض المتجددة، و يعـرف قياس القيمة صعـوبـة فـي التطبيق خاصة أنه مرتبط باختيـارات لهـــا اتصال مباشر بسلوك العملاء و بتصرفاتهم . 


  
3) ـ قياس مخطر نسبة الفائدة :

  يتم القياس عن طريق إتباع مجموعة من الأساليب و التي تتمثل في ما يلي:

أ ـ فئة الاستحقاقية: 
  حيث يتم ترتيب الأصول و الخصوم حسب " التاريخ " الذي يتم فيه تغير نسبة الفائدة المرتبط بكل منهما،و عموما يتم وضع جدول لفئات الاستحقاقية الذي يشير إلى وضعية نسب البنك و يمكن حصر العناصر المكونة للجدول في النقطتين التاليتين:

ـ وضعية قصيرة : أي عندما تكون أصول أقـل مـن الخصوم ، إذ تلائـم هـذه الـوضعية الحالة التي ترتفع فيها النسب على عكس حالات الانخفاض.
ـ وضعية طويلة : أي عندما تكـون الأصـول أكبر مـن الخصوم إذ تلائم هــذه الوضعية الحالة التي تنخفض فيها النسب على عكس حالات الارتفاع.

ب ـ المدة :
  يستعمل مصطلح المدة كـل الأعـوان الاقتصاديـون لقيـاس مخطـر النسبـة، و يـرتـفـع المخطر بقدر ما تكون قيمة الأصول متأثرة بتغيرات نسبة الفائدة، و على العموم تكون حساسية الأصول مرتبطة بمدة حياتها.

جـ ـ قياس الحجم:
  و يتمثل في تحديد كميات مختلف كتل الميزانية أو ما يعرف بـ "وعاء المخطر" الذي يظهر وجود مخطر على النشاط بنسبة ثابتة أو متغيرة ، و يحسب وعاء المخطر عـلـى أساس الفرق بين الموارد و الاستخدامات بنسبة ثابتة ، و إذا وجـد الفـرق موجبـا فــــإن هناك فائض في الموارد مقارنة مع الاستخدامات ، و يتدهور الهامش في حال انخفضـة النسب، و في حالة ما إذا كان الفرق سالبا فهذا يعني أن هناك عجز في الموارد من ثـــم يمكن أن يتدهور الهامش إذا ارتفعة النسب.

د ـ قياس الهامش:
  و نقصد هنا هامش التحويل ، المحسوب في كل تاريخ استحقاق على أساس المفاضلـة بين الفوائد الدائنة و المدينة و الموافقة لإظهـار العمليات فـي السوق مما يسمـح بإكمـال استغلال مؤشر الحجم.

  و يمكن قيـاس تأثير هـامـش التحويـل بتغيـرات النسب التـي قـد تكـون فيهـا الفوائد أو العجز الناتج عن سوء تغطية الحجم ، خاضع إما للتوظيف أو الإقراض على التوالي.  
    
و ـ قياس القيمة:
  إن التعرض لتغيرات نسبة الفائدة يمكـن أن يترجم فـي حالة نشـاط خاضـع لنسبة فائدة بتدهور بعض الأموال ، و هـذا يعني أن لمجموعة الأصول التي تكون فيها النسبة ثابتة قيمة تقارب في أغلب الأحيان عددا زوجيا مهما كانت تغيرات مؤشر المرجعية.
  و بصفة عـامـة يمكن اعتماد مجموعـة معينة مـن معايير تحديد القيمة و تعتبر القيمــة الحالية الصافية أكثر انتشارا.
     
4) ـ قياس مخطر سعر الصرف :

  في هذا المخطر يتم إعداد فئة استحقاقية للعملات قصد قياس هـذا النـوع مـن المخاطر حيث يتم و ضع إستحقاقية خاصة بكل عملية معينة ، و نجد وضعيتان أساسيتان هما:

ـ الوضعية القصيرة:
  عندما تكون الأصول أقل من الخصوم حيث تلائم هذه الوضعية الحالة التـــي تنخفض فيها أسعار الصرف.

ـ الوضعية الطويلة:
  تظهر عندما تكون الأصول أكبر من الخصوم حيث تلائم هذه الوضعية الحالة التــــي ترتفع فيها النسب على عكس حالات الانخفاض .
  و مـن هـذا المنطلق يمكن للبنك أن يقيس مـدى تعـرضه لخطـر سعـر الصـرف الـذي يخص عملة معينة . 


رابعا: مراقبة مخاطر القرض     

  إذا أرادة المنشأة المقرضة ضمان حسن تسيير وظائفها و نشاطاتها بشكل جيد عليهـــا فـقـط أن تتبع المراقبة الداخلية للمخـاطـر عـلـى مستـوى البنك و بغايـة تحقيـق أفـضــل و أحسن مراقبة للمخاطر فقد ظهر توجهين:
ـ مـن جهة فرض أدنى شـروط المراقبة عـلـى البنوك مـن طـرف سلطتها الوصية عـبر المناطق المختلفة للبلد.
ـ من جهة أخرى فرضت البنوك على نفسها قواعد خاصة بمراقبتها الداخلية.
  و يخضع نظام مراقبة المخاطر لثلاث غايات رئيسية يمكن إيجازها فيما يلي : (1)
ـ ضمان المتابعة الشخصية لمخطر القرض ، و الذي يتم بمقابلة الاستعمال الجاري مـع المحدودية الممنوحة و هـذا الهـدف يجعـل البنك قــادرا عـلـى تقليص الخسارة في حالة عجز المدين عن السداد.
ـ معرفة مقدار الخطر المعرض قصد تحديد المئونة لمخطر المدين.
ـ يتعلـق الأمـر بانشغـال جديـد فـي البنك و المتمثل فـي إمكانية ربـط المخـاطـر الـتـــي يتعــرض لها البنك فيما يخص عمليات السوق (مخطر السوق، مخطر الطرف المقابل) بعائد تلك العمليات.
  و فيما يلـي سنعـرض أهـم المعايير و الشـروط التي تضعـهـا السلطات الوصية عـلـى البنوك بقصد مراقبتها بصرامة بخصوص مخاطر القرض:

1 ـ سقف المخاطر:

  و يتعلق بقـدرة البنك عـلـى تحمل مخطـر مـا ، إذ مـن خلالـه يرجى مـن البنوك إنشاء " لجنة مخاطر "  تتشكل مـن أعضاء من المديرية العامة و مجلس الإدارة ليتمكنوا من اتخـاذ القـرارات المناسبة ، و لـكـن لا يمكـن تحقيق ذلك إلا مـن خـلال إتبـاع الخطوات التــالـيـــــة:    

أ ـ تحليل المخطر:

  تقوم لجنة المخاطر المشكلة بتحليل مستوى المخطر و من ثم ستعمد إلى تحمله استنادا من معرفتها لبعض العناصر و تتمثل في:
ـ ما هي توجهات و تفضيلات مسيري البنك فيما يخص المخطـر و درجـة استعـدادهــم لحماية البنك من المخاطر إذا تعرض لها ؟
ـ قيمة الأموال الخاصة.
ـ سهولة دخول البنك لمختلف الأسواق سواء كانت المالية أو النقدية.
ـ حجم البنك وذلك أن البنـوك الصغيرة تكـون عـرضـة للمخطـر أكثر مـن البنـوك ذات الحجم الكبير.  

ب ـ تقييم مكونات الخزينة:

  أي معرفة كل من الأصول و الخصوم انطلاقا من تصنيف النسب و التواريخ الاستحقاق ،الشيء الذي يعادل تحديد هيكلة الميزانية المثلى.
   و من بين الأهداف التي يسعى سقف المخاطر للوصول إليها:

 دفع البنوك التي لا يمكنها الرفع أو الزيادة من أموالها الخاصة إلى ترشيد قروضها.   

2 ـ التسيير :

  حتـى يتمكـن البنك مـن المراقبة الجيدة يقـوم بإتباع أساليب فـي تسيير المخاطـر بغـية جعل هذه الأخيرة محصورة في المجال المحدد من طرف لجنة المخاطر.
 و تتمثل هذه الأساليب فيما يلي :

أ ـ التسيير الهيكلي:

  و يسمى بالإسناد و يتمثل في إحداث التوازن بين مختلف أصناف الأصول و الخصوم  
و يتم الإسناد عن طريق القرض و الإقراض على مستوى السوق.
 و إذا تمكن البنك من المساواة بين الأصول و الخصوم فإنـه يحصن نفسه من التعرض للمخاطر .

ب ـ التسيير التقني:

  و هو يرتبط بمفهوم تغطية المخاطر ، حيث أن المناعة التي يكتسبها البنك نسبية و تعرضه للمخاطر أمر قائم و ذلك بسبب طبيعة الوساطة المالية للبنوك .
  لذلك يجب عليه استعمال وسائل للحماية كالتغطية المتمثلة في اللجوء إلى الأدوات المالية و التي تضمن تقليص احتمال التعرض للمخاطر.

جـ ـ تخصيص الأموال الخاصة:

  إن تعـرض البنك لأي نـوع مـن المخاطر يلزمه بالحصول عـلى أمـوال خاصـة كافية إلا أنـه لا توجـد نشاطـات بنكية أكثر تعـرضـا للمخـاطـر مـن نشـاطـات أخـرى وعليـه يجب عـلـى البنك الأم أن يمنح فروعه أموالا خاصة تتناسب وفق طبيعة المخاطـر التي يتعرض لها الفرع .   









Share To:

ecomedfot salellite

Post A Comment:

0 comments so far,add yours