آثار تخفيض قيمة العملة الوطنية – الجزائر -
آثار تخفيض قيمة العملة
الوطنية – الجزائر -
السلام
عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اخواني اخواتي الكرام متتبعي مدونة لمتخصص
و
مدونة قناة المتخصص
اهلا و سهلا
بكم زوار و متتبعي مدونة المتخصص في هذا الشرح الجديد الذي يخص
آثار تخفيض قيمة العملة
الوطنية – الجزائر -
اخي الكريم لا
تنسى ان تضع تعليقك اسفل الموضوع اذا اعجبك هذا الموضوع ....
سنبدأ بالشرح و
ما عليك الا قليل من التركيز فقط ، فالامر ليس بالصعب بل يتطلب قليل من الفهم و
التركيز.....
لقد
كان الفكر الاقتصادي التقليدي يعتبر آن النقود لها وظائف محدودة ، حيث تمثل وحدة
حساب ، مقياس للقيم وسيط للمبادلة وسيط للمدفوعات بمعنى أن دورها حيادي في
الاقتصاد ، إلا أن التحليل الاقتصادي النقدي الحديث ركن على دور النقود في التأثير
على مستوى النشاط الاقتصادي فهو يولي أهمية كبيرة للسياسات الاقتصادية العامة .
إن
تعدد النشاطات الاقتصادية و توسع نطاق المبادلات بين الأفراد و انتشارها الواسع
أدى إلى ظهور الحاجة لاستعمال وسيلة تسهل هذه العمليات و تحسن أدائها ،و ذلك لغرض
تحقيق التقدم و الرخاء في المجتمعات و هذه الوسيلة تعرف بالنقود التي ظهرت على
أنقاض ما يسمى بنظام المقايضة الذي زال اثر الصعوبات التي واجهها المتعاملون .
عن
طريق تخفيض قيمة العملة و إعادة تقويمها ( رفعها ) ففي حالة العجز مثلا تلجا
الدولة إلى تخفيض قيمة العملة بغرض إعادة التوازنات الخارجية و مواجهة خطر استنفاذ
المخزون من الصرف الأجنبي و لكن ينبغي اتخاذ قرار التخفيض تسطير الأهداف المرجوة
من هذه العملية ( التخفيض ) و ذلك لتجنب تعميق مسار التدهور و الاختلال في
التوازنات الكبرى .
و
إذا تأملنا في الوظائف الحديثة للنقود نستطيع أن ندرك مدى إمكانية مساهمتها في
تحقيق أهداف اقتصادية بالغة الأهمية كالتأثير على سعر الصرف معدل التضخم و توازن
ميزان المدفوعات ......
لدراسة
عملية تخفيض الدينار الجزائري و إبراز آثاره على الاقتصاد الوطني من خلال الرجوع
إلى تاريخ الأزمة الاقتصادية في الجزائر اثر انهيار أسعار النفط سنتي 1986-1985 و بانخفاض المداخيل من العملات الصعبة
بما يزيد عن 40 % حيث انخفضت من 14 مليار دولار إلى حوالي 08 مليار دولار .
أدت
هذه الأزمة إلى تقلص وسائل الدفع الخارجية و تراكم العجز في ميزان المدفوعات ، مما
أدى بالجزائر إلى اللجوء إلى الاقتراض الخارجي قصير الأجل الشيء أدى إلى تقلص
متوسط استحقاقات المديونية الخارجية و ارتفاع معدل خدمة الدين الخارجي و بالتالي
ارتفاع مخزون الدين الخارجي خلال سنة واحدة ب4,4
مليار
دولار سنة 1986 : 22,8
مليار
دولار بعدما كان 18,4 مليار دولار سنة 1985
و
ذلك ما اثر تأثيرا سلبيا و حادا على الاقتصاد الوطني حيث تراجع معدل النمو
الاقتصادي .
استمرت
هذه التوترات و الاختلالات في الحسابات الخارجية و الداخلية للجزائر و هو ما
أجبرها أن تستنجد مرة أخرى ، في أفريل 1994 بصندوق النقد الدولي FMI
بوضع
برنامج استعداد ائتماني قصد تثبيت ميزان المدفوعات الذي جاء بتخفيض ثاني للدينار
بنسبة 40,17 % مع وضع سياسة نقدية
تقييدية و فرض سياسة صرف مرنة ، و تحرير التجارة الخارجية و إدخال قابلية التحويل
تدريجيا للدينار . تبع هذا البرنامج برنامج تعديل هيكلي متوسط المدى في أفريل 1995 و استفادت الجزائر بعملتين لاعادة جدولة
ديونها .
انطلاقا
من هذا الاهتمام و الأهداف التي رسمت لعملية تخفيض قيمة الدينار و في إطار
التغيرات الدولية و اتجاهها نحو الكوكبة و نظرا لهيكلة اقتصاد الجزائر و ارتباطه
بالعالم الخارجي و الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر ، تساءلنا إن كان تغيير
قيمة الدينار التي قامت بها الجزائر تدريجيا منذ 1987
و
الذي تواصل بتخفيض 1991 بنسبة 22
% و في 1994 بنسبة 40,17
% حتمي
، كما تساءلنا عن الأسباب الهيكلية و الموضوعية التي دعت لذلك .
حتى
و إن اختلفت و تنوعت الأسباب التي تؤدي إلى تخفيض قيمة العملة ، فانه لم يحقق
دائما الهدف المنشود بقدر ما أزم الوضع الاجتماعي و دفع إلى تصفية مؤسسات إنتاجية
و تقلص الاستثمار المحلي من خلال تثمين الواردات من هنا تصبح أهمية موضوع سياسة
الصرف و تغيير قيمة العملة جديرة بالعناية و التبصر .
لقد
استهدفت دراسات متعددة متابعة تغيرا قيمة العملة الوطنية .
-
سعر صرف الدينار
الجزائري – تزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي وقعت فيها البلاد وز الوقوف على
وضعية الدينار قبل و بعد الإصلاحات و التي استوجبت القيام بها من طرف السلطات و
النظر في هيكل الاقتصاد الجزائري الذي تسبب في تعميق الأزمة.
-
و انطلاق من اختيارنا
للاقتصاد الجزائري كمحل للدراسة نظرا للدور الذي لعبته نظرية سعر الصرف و خاصة في
العشرية الأخيرة في التوازنات الكبرى و التجارة الخارجية . فقد تطرقنا في هذا
البحث لمراحل نظام النقد و العملة قبل الإصلاحات و في ظل نظام التخطيط المركزي (
الاقتصاد المخطط ) و كذلك وضعية التجارة الخارجية قبل الإصلاحات و في ظل اقتصاد
المخطط و التي لم تكن تتمتع بالمرونة في غياب الاهتمام باستراتيجية تنموية مستقبلية
كفيلة بأن تجنب الجزائر الوقوع في الأزمة الاقتصادية و الذي تدهور عقيبها سعر صرف
الدينار تدريجيا .
-
كما حرصت الدراسة على
إبراز المكانة التي تحتلها نظرية سعر الصرف في التجارة و العلاقات الدولية و
علاقتها بمختلف النظريات الأخرى كنظرية تسوية ميزان المدفوعات الدولية و بالتالي
الوقوف على التأثير سعر صرف الدينار الجزائري في ظل اقتصاد المخطط على التوازنات
الكبرى و مدى تأثيره كذلك بالوضعية الاقتصادية ببلاد قبل الإصلاحات ( الأزمة
الاقتصادية و بعدها ) و الذي كان من الضروري الدخول في اقتصاد السوق و إصلاح قطاع
التجارة الداخلية و تكييف الوضع الاقتصادي مع الاقتصاد الدولي بمقومات و معطيات حقيقية
للاقتصاد و منها التخلي على سعر الدينار المبالغ فيه و التعامل بسعر صرف الدينار
يتماشى و الواقع الاقتصادي الجزائري و الدولي .
-
و أمام هذه الوضعية و
الركود الداخلي للاقتصاد من جهة و تدخل الهيئات الدولية و ضرورة تغيير النهج
الاقتصادي الذي بين فشله و أنه لا يمكن الاستمرار به و خاصة في ظل الظروف و
التحولات الاقتصادية الدولية لم تجد الجزائر من بدء حسب السلطات سوى اللجوء إلى إصلاحات
و التي كانت ملحة من أي وقت مضى و خاصة بعد الأزمة جراء الهيكل الاقتصادي و الذي
كان يعتمد على منتوج واحد بأكثر من 90 % ، ووجوب إعادة النظر
في هذا الهيكل و إصلاحه بما في ذلك قطاع التجارة الخارجية و خاصة قطاع خارج
المحروقات و الذي بإنعاشه سيكون لتخفيض قيمة الدينار نتائجه المرجوة و خاصة في
العشرية الأخيرة التي ركزت فيها الدراسة و لقد استدعى تتبع تلك الإصلاحات من طرف
السلطات منذ عقد أول اتفاق إلى غاية نهاية عهدة أخر اتفاق .
-
كما نود الإشارة إلى
أنه ليس من الموضوعية أن نبحث على أفضل النتائج المرجوة للإصلاحات عقب الأزمة لكون
الظروف التي كانت تعيشها البلاد و خاصة الظروف الأمنية و السياسية و الاجتماعية
كان لها بالغ الأثر على الاقتصاد ووقف في العديد من المرات كحائل لترك الإصلاحات
المتحدة تعمل عملها حتى توصل البلاد إلى المبتغى .
-
و لقد مست هذه
الإصلاحات نظام النقد و العملة و التخفيض الرسميين للدينار الجزائري 1994-1991 بالإضافة إلى مضمون و كيفية عمل مختلف
تلك السياسات الاقتصادية مع تحديد مختلف النتائج المحققة ، و إبراز الآثار التي
حدثت من خلال تخفيض قيمة الدينار ، و مدى تحقيق النتائج المرجوة ، في ظل الاعتماد
على منتوج واحد بأكثر من 90 % بحيث لم يكن لآثار
التخفيض النتائج البارزة و المرجوة بالشكل الذي تمليه النظريات الاقتصادية ، على
الأقل الوصول إلى الاستعداد النسبي لسعر الصرف و التحكم في التوازنات الكبرى و
التقليل من الاختلالات و التي تؤثر اجتماعا .
فيما يخص نمط الربط بسلة العملات و
تثبيت سعر الدينار و اداريا لتقليل من مخاطر تقلبات الصرف في ظل اقتصاد مخطط ، فقد
كان مختلف المتعاملين من بنوك و مؤسسات مالية و اقتصادية و مصدرين و مستوردين
يعملون بسعر الدينار مستقر نسبيا ، فمثلا تستورد سلع من الخارج و تقيم على أساس
سعر الصرف المثبت بغض النظر عن التكلفة أو القيمة الحقيقية لتلك المنتجات و أن
معظم المؤسسات الاقتصادية و المالية و الإدارية كانت بعيدة عن مخاطر تقلبات سعر
الصرف بما في ذلك المستوردين و المصدرين حتى أن قيمة السلع التي كانت تنتج محليا
كانت بعيدة عن التنافسية و قوى العرض و الطلب و في هذا نجد :
– تقليل التكاليف و تحسين النوعية و الكمية .
– حيث كانت الدولة محدد سعر وحدات
الإنتاج ، أين كان هدف اجتماعي بحث.
– تشغيل اليد العاملة و القضاء على الفقر.
– بغض النظر عن أداء المؤسسات العمومية و التي
كانت تحقق في الغالب خسائر و عجز في ميزانيتها و هذا في ظل الاقتصاد و المخطط و
بتطبيق نمط الصرف الثابت.
– سعر الدينار المغالي فيه و بالتالي بعيدة عن
مخاطر الصرف.
و في ظل الاعتماد على منتوج واحد
بأكثر من 90 % و بالتالي لم يكن سعر
الصرف أداة فعالة في يد الدولة لتوجيه الاقتصاد ، لكن بعد حدوث الأزمة الاقتصادية
و بتدخل الهيئات الدولية كصندوق النقد الدولي و في ظل الوضع الغير قابل للاستمرار
– عجز المؤسسات العمومية و بالتالي عجز الميزانية العامة للدولة و الذي انعكس على
المديونية الخارجية و ميزان المدفوعات و بتالي الدخول إلى إصلاحات الاقتصادية
– المالية و النقدية
– و بتحديد التجارة الخارجية و الصرف و
الدخول إلى اقتصاد السوق و توجيه الاقتصاد و تكييف المؤسسات العمومية مع المعطيات
الجديدة و ضرورة الدخول في المنافسة و بالتالي تحسين نوعية و كمية السلع ، و توزيع
الموارد المحلية بأحسن صورة و تطوير الإنتاج المحلي و بالتالي تقييم المنتجات
بقيمتها الحقيقية . و بتالي اتخاذ سعر الصرف العائم كأداة في اتخاذ يد الدولة لتوجيه
الاقتصاد و توزيع الموارد المحلية
– الإنفاق و الاستثمار و الطلب المحلي .
أين استطاعت الدولة إن تقلص استيراد بعض
المواد
– الكمالية .
و تغيير متعامليها أو شركائها
التجاريين الأجانب حسب حاجيات الاستيراد ، و فرص الاستثمار و تخصيص الموارد الداخلية
حسب متطلبات الإنفاق و الاستثمار ، لكن المشكل المطروح هو أن في بداية مراحل
الإصلاح عانت المؤسسات العمومية و بالتالي الخزينة العمومية من مشكل تضاعف حجم
المديونية و بتالي المديونية الخارجية و زيادة مخاطر تقلبات سعر الصرف و المشاكل
التي واجهها المستوردين و المصدرين خاصة خلال الفترة 1996-1989
لولا
تحسن أسعار النفط و بالتالي حدوث الاستقرار الاقتصادي شيئا فشيئا حتى سنة 2002 .
الفرضية و التي تنص على أن الإفراط
في الطلب على المنتجات المستوردة ناتج عن الإفراط في التوسع النقدي و المبالغة في
سعر الدينار باعتباره المصدر الرئيسي المتسبب في عجز العمليات لميزان المدفوعات
سيؤدي إلى تمويل الاستهلاك ، حيث أن في ظل الاقتصاد المخطط كان سعر الدينار بعيد
عن قيمته الحقيقية . و الذي استخدم في استيراد السلع بأسعار منخفضة ، دون محاولة
تحسين أداء المؤسسات العمومية الاقتصادية ، و الذي كان إنتاجها ضعيفا و لا يلبي
حاجيات السوق الوطنية و لم يدعي للسوق الدولية ، بحيث لم تعطي الأهمية لتكلفة
الإنتاج ، و نوعية المنتجات ، و بالتالي كانت معظم المؤسسات العمومية تحقق خسائر و
عجزا متتاليا أين كان يتم تغطية عجزها من طرف الخزينة العمومية.
و تم ذلك بإصدار النقود من طرف البنك المركزي أو
عن طريق القروض الأجنبية و بتالي زيادة
كمية النقود المتداولة و ارتفاع الأسعار ، تغطية العجز بدون مقابل إنتاجي هذا ما
أثر على الميزانية العامة و حجم المديونية الخارجية و ميزان المدفوعات و استفاد
المخزون من احتياطي الصرف ، و بالموازاة التأثير على سعر الصرف و اللجوء نحو
التخفيض ، و بالتالي معظم العمليات لتمويل عجز المؤسسات كانت تمثل كتمويل
للاستهلاك و خاصة في لامرحلة الاقتصاد المخطط ، و الذي كان هدفه اجتماعي اكثر من
كونه اقتصادي .
و تخفيض قيمة العملة في
أي بلد يؤدي إلى الحد من الطلب الداخلي على المواد المستوردة هذا ما يدفعه
المنتجين المحليين إلى رفع إنتاجهم و تحسينه و بتالي تشجيعهم على إحلال الواردات
وزيادة الصادرات و بالتالي تحسين وضعية
ميزان المدفوعات ، لكن الملاحظ أن هذه العمليات لم تحدث في الجزائر .
خاصة بعد مراحل التخفيض ، فلقد بلغت
الواردات أكبر قيمة لها بمستوى 11 مليار دولار و لقد ترواحت خلال العشرية ما
بين 8 و 11
مليار دولار ، غير أن الجزائر مازالت من التبعية للأسواق الخارجية بنسبة كبيرة
خاصة المواد الغذائية القمح و التي لا يمكن الاستغناء عنها بالإضافة إلى الأدوية و
قطع الغيار و الآلات المستخدمة في الصناعة ضف إلى ذلك استيراد السيارات و بعض
المواد الأخرى عن طريق المهاجرين .
و إذا كان تخفيض قيمة الدينار و يؤثر
على الطلب الكلي و منه نفقات الاستثمار فان هذا لا يتماشى و متطلبات التنمية
الاقتصادية و بتالي تطوير الصادرات ، حيث أن بتخفيض قيمة الدينار تصبح قيمة
الواردات مرتفعة الثمن – بما فيها المواد الأولية و المواد نصف مصنعة وواردات
الآلات المستعملة في الإنتاج – و بارتفاع قيمتها تقوم الدولة بتقليص استيردها هذا
ما يؤثر على الاستثمار ، و بتالي التأثير على حجم الإنتاج المحلي ، مما يؤثر على
تطوير الصادرات ، و هذا ما يتبين بعد التخفيض الرئيسي للدينار و حتى سنة 1996 بحيث لم يعرف الإنتاج المحلي تمسنا خلال
فترة الإصلاحات و في نفس الوقت بقيت الصادرات ضعيفة و بالتحديد الصادرات خارج
المحروقات ن أين عرفت تحسنا في السنوات الأخيرة خاصة خلال الفترة 2002-1997 و أين بدأ الدينار الجزائري يعرف نوعا من
الاستقرار ، و بداية مشروع الإنعاش الاقتصادي ، أين بدأت بعض المؤسسات الاقتصادي
العمومية تعرف نوعا من الإنعاش .
تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي بما في
ذلك إجراءات التخفيض لقيمة الدينار ليس كفيلا بتحسين وضع التجارة الخارجية – ميزان
المدفوعات – فتظهر من خلال المكانة التي تزال تحتلها الصادرات النفطية من الصادرات
الكلية ( لم تنخفض عن مستوى 95 % و هذا ما تأكد سنة 1998
حين
تدهورت أسعار النفط الشيء الذي أدى إلى تدهور الرصيد التجاري إلى جانب مؤشرات أخرى
، و زاد تأكد اكثر في السنوات 2000-1999 حين ارتفعت أسعار النفط أدى إلى تزايد
الرصيد التجاري و الذي انعكس بالإيجاب على رصيد ميزان المدفوعات إلى بعض المؤشرات
الأخرى كبقاء مستوى قطاع الخدمات في وضعه التقليدي ، من جهة و تواصل فاتورة
الواردات في مستواها من جهة أخرى وثبات مستوى التحويلات من جانب واحد كذلك ليؤكد
اكثر فاكثر عدم نجاعة تلك الإصلاحات و تحقيقها للأهداف المرجوة بأكملها بما في ذلك
عمليات التخفيض على مستوى التجارة الخارجية ميزان المدفوعات – لكن لا ينافي ذلك
لوجود أو تحقيق بعض المؤشرات الإيجابية كتحسن نوعي للصادرات خارج المحروقات بسبب
القطاع الفلاحي لبعض السنوات ، إضافة إلى تحويلات المعتربين و تحقيق استقرار نوعي
في الواردات .
النتائج المستخلصة:
إن مختلف العمليات لتغير قيمة العملة
الوطنية كانت في اتجاه التخفيض و لم تعرف حالات إعادة تقويم – و خاصة في ظل
الإصلاحات التي كان يمليها صندوق النقد الدولي و التحول نحو اقتصاد السوق و تحرير
التجارة الخارجية و الصرف و بتالي كان لابد العمل بسعر الصرف الحقيقي للدينار ، و
التخلي عن سعر الصرف المغالي فيه ، و الذي كان معمول به في الاقتصاد المخطط .
إصدار منظر و برامج الإصلاح المدعومة
على إن الاختلالات تعود لاسباب داخلية اكثر من كونها خارجية ، و من ثم نجدها تصر
على اتباع سياسات تقييدية – نقدية و مالية – و قصورها على مواجهة كا أنواع الاختلالات باختلافها للدول
الطالبة للإعانة ، و بتالي تحمل جزء من بذور فشلها .
إن إجراءات تخفيض قيمة العملة الوطنية –
الدينار الجزائري – قصد تحسين وضعية ميزان المدفوعات لم تكن ناجعة مقارنة بالأهداف
المنتظرة و المسطرة و لعدم تحقق ميدانيا شروط نجاحها عكس ما تمليه النظريات
الاقتصادية بحيث اثبت الواقع نجاعة العملية في الدول المتطورة التي تتمتع بمرونة
في الهيكل الاقتصادي و إنها قلما تنجح في الدول النامية ، غير إن الجزائر في
السنوات الأخيرة 2002-1999 سجلت بعض النتائج الإيجابية و حققت استقرار
نوعي سعر الدينار و سجلت زيادة للصادرات خارج المحروقات و تحكم نوعي في الواردات
إلا أن بعض الواردات كانت عبارة عن مواد تجهيز و آلات تستخدم في الصناعة – و بداية
الانتعاش الاقتصادي لبعض المؤسسات و بتالي و الاندماج نحو اقتصاد السوق ، و بالتالي تزويد الطلب المحلي و إحلال السلع محل الواردات
، بالإضافة إلى تحويلات المغتربين بالعملة الصعبة .
إن السلطات لم تداع تطبيق الإصلاحات
للحالة الاقتصادية للبلد الذي كان يعاني من الهشاشة و عدم المرونة مما جعل عملية
تخفيض الدينار لم تأتى بثمارها المرجوة لولا تحسن أسعار البترول و بتالي تحسن
الوضع الخارجي لاوقع البلاد في أزمات أخرى اكثر تعقيدا و خاصة و إن الظروف التي
طبقت فيها الإصلاحات أثرت على الشريحة و الاجتماعية و التي لم تتمكن من المشاركة
بفعالية في هذه الإصلاحات .
إن تحسن وضعية ميزان المدفوعات و خاصة
في السنتين الاخريتنن لم تكن راجعة لإجراءات تخفيض قيمة الدينار بل تعود لارتفاع
أسعار المحروقات و بتالي تحقيق فائض في الميزان التجاري و هذا لا يفسر نجاح عملية
التخفيض .
إن الإصلاحات أسندت للمؤسسات
العمومية ، خصوصا أمام غياب تنسيق فيما بينها و بين الوزارات مما أدى إلى تركها
لوظائفها الأساسية بالإضافة إلى أن هذه المؤسسات لم تكن مهيئة للدخول في اقتصاد
السوق و التنافسية و تحرير التجارة الخارجية ، و التي بدا معها العمل بقيمة
الدينار الحقيقية الغير مغالي فيها ، و خاصة و ان المؤسسات في بداية الإصلاحات
كانت غارقة في المشاكل و الديون التي كانت على عاتقها مما جعلها عاجزة عن إيجاد
مكان لها في السوق الوطنية و الدولية و توفير السلع بالكمية و النوعية المرغوبة
الأمر الذي صعب من تموينها مع تزايد الأسعار ، و ما لذلك من انعكاسات على الاقتصاد
– الإنتاج و بالتالي إحلال الواردات .
لكن شيئا فشيئا في السنوات الأخيرة بدأت
تندمج في المعطيات الجديدة لاقتصاد السوق .
نظرا للنتائج المحققة في بعض جوانب
الاقتصاد و ان كان بعضها كقطاع النقد و الصرف و التجارة الخارجية لذا نقترح ما يلي
:
إن الوصول إلى تحقيق الاستقرار
الاقتصادي و التنافسية لا يتوقف على القيام بإجراءات و تدابير اقتصادية كتخفيض
قيمة العملة و إصلاح الأسعار لكنه يتوقف على إصلاحات تؤدي إلى زيادة الإنتاج
بالكمية و النوعية المطلوبة و لا يتحقق ذلك في ظل الظروف التي يعيشها الاقتصاد الجزائري
و التي لا تزال تعمل على تهميش كل من القطاع الفلاحي القطاع الصناعي خصوصا
المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و كذا القطاع السياحي ، هذا ما يتطلب إعادة النظر في
الهيكل الاقتصادي و القيام بمسيرة تنموية و استخلاص الدروس من تجارب الدول الباقة
تمثل هذه الإصلاحات خصوصا بعد تحقيق الاستقرار الاقتصادي الذي يعتبر دافعا قويا
للانطلاق نحو النحو .
تعميق إصلاح الهيكل الاقتصادي و
تفعيل القطاع المنتج و توسيع قاعدته الإنتاجية عن طريق الاستثمار و الوقوف في زوجه
الإجراءات و القرارات البيروقراطية التي تقف في وجه الاستثمار الخاص سواء المحلي و
الأجنبي ، و العمل على تحفيزه بتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق اكبر مردودية و باتلي
توفير السلع بالكمية و النوعية و تكوين المقابل للنقود و الذي به تتعزز قيمة
الدينار الجزائري و يتحقق استقراره .
إكمال إقرار إصلاح زراعي شامل و
تنفيذه و استغلال جميع إمكانياته الطبيعة – استصلاح الأراضي الجبلية و الصحراوية و
العمل بالتقنيات الحديثة للري و استخدام مختلف أنواع الآلات كإجراءات و الحاصرات و
المضخات ...الخ و خاصة لاهتمام بزراعة القمح مدى نجاح التجربة الصحراوية ، و
لاسيما و ان امكانيات القطاع الزراعي تبعث بالارتياح ، و بتالي الحد من الواردات
الغذائية و لاسيما يخص القمح الذي مازالت الجزائر تعاني من التبعية الغذائية منه ،
و كذا تنو يع الصادرات ، الشيء الذي يسمح بدخول العملة الصعبة و تعزيز مكانة
الدينار الجزائري .
زيادة عدد المؤسسات الصغيرة و
المتوسطة و تفعيل دورها مادام أنها استطاعت التأقلم مع الوضع الجديد لاقتصاد السوق
و اثبت وجودها و كذا لما بينة تجربة العديد من الدول و التي عن طريقها وصلت إلى
تنويع الصادرات و إكساب الاقتصاد تنافسية على مستوى الأسواق الدولية و ترشيد الواردات
و باتلي دخول العملة الصعبة الشيء الذي يدعم قوة و مركز و استقرار العملة الوطنية
.
إحداث تكامل بين القطاع الفلاحي و
الصناعي و بتالي تحسين أداء القطاعين من حيث الإنتاج و المرديودية و ذلك بأن
القطاع الصناعي يقوم بتزويد القطاع الزراعي بمختلف الوسائل و لإمكانيات الحديثة ،
و في نفس الوقت بتنفيذ القطاع الصناعي من تصريف إنتاجه و بتالي تحقيق أرباح و أما
المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تقوم
بالاستفادة من مختلف المواد الأولية الفلاحية التي تستخدم في الصناعة و تزويد
السوق المحلية بمختلف السلع الاستهلاكية الضرورية و الحد من الاستيراد و بتالي
خروج العملة الصعبة و تعزيز سعر الدينار .مواصلة عملية الخوصصة مع التكفل بالكم
الهائل من العمال المسرحين و الذين لهم من الإمكانيات و الخبرة و التجربة و ما يؤدي إلى تفعيل دور المؤسسات و تحقيق
مردودية و تنافسية الاقتصاد .
الاهتمام بقطاع الصيد البحري
بتوفير الإمكانيات اللازمة لاستغلال السواحل و الموانئ قدر المستطاع و تفعيل
التكامل الاقتصادي بين قطاع الصيد البحري و قطاع الصناعة و بتالي تزويد السوق
المحلية بمختلف المنتجات البحرية و تموين المؤسسات الصناعة و التغليب بمختلف أنواع
الأسماك لتحقيق لاكتفاء الذاتي و الحد من الواردات و بتالي تنويع الصادرات خارج
المحروقات و منه تعزيز مركز العملة الوطنية .
و لاهتمام أكثر بمجال لاستثمار في قطاع
النخيل و خاصة في النوعية الجيدة و المطلوبة و ما يمكن أن تجلبه من عملة صعبة و
تنويع الصادرات خارج المحروقات .
إحداث وكالات وهيئات في الداخل و
الخارج مع تفعيل دورها للتعريف بالمنتوج المحلي ، كما يطلب ذلك من السفارات و
القنصليات المتواجدة في الخارج .
مواضيع مماثلة:
Post A Comment:
0 comments so far,add yours