مذكرة, تخرج, الشراكة, الأورو, جزائرية, و, تأثيرها, على, المؤسسة, الجزائرية, مقدمة، عامة,



مذكرة تخرج الشراكة الأورو جزائرية و تأثيرها على المؤسسة الجزائرية




مقدمة عامة:



             لقد حدثت في العالم تحولات جذرية في عدة مجالات مختلفة من أبرزها الجانب الاقتصادي, و قد تميز نهاية القرن 20 بميل بارز نحو عولمة الاقتصاد و شموليته, و التي تهدف عمليا إلى توحيد أجزاء الاقتصاد العالمي و إلغاء الحواجز التي تحود دون الحرية الكاملة لتدفق عناصر الاقتصاد و مبادلاته من حركة السلع و رؤوس الأموال ... الخ, و إلغاء الحواجز يعني الاتجاه نحو انفتاح اقتصاديات الدول على العالم الخارجي و تحرير تجارتها الخارجية, و هذا ما أدى إلى التنافس فيما بينها للاستحواذ على الأسواق و كسب منافذ لتصريف منتجاتها, فبادرت الدول الغنية للاستحواذ على الفراغ الذي خلفه انهيار النظام الاشتراكي و ذلك بالسيطرة على أسواق المنطقة المتوسطية و غيرها من المناطق.





          إن من أبرز معالم عقد التسعينات هو ظهور الكيانات الكبرى مثل: الاتحاد الأوروبي, المنظمة العالمية للتجارة(OMC), منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA),مجموعة جنوب شرق آسيا(ASIAN) ... الخ, و بعد تقلص دور الدولة أصبح مسار التكتلات الإقليمية و الجهوية سلوكا سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا تسلكه جميع الدول للحفاظ على بقائها ضمن الخارطة الدولية, فنجد من بين أفضل التكتلات الاقتصادية على المستوى الدولي هو منظمة التجارة العالمية(OMC), أما على المستوى الإقليمي فان أبرز مظاهر التكتلات الاقتصادية الناجحة في العالم الشراكة الأورو متوسطية, التي تبناها الاتحاد الأوروبي مستغلا التحولات العالمية و ضعف موقف جل دول حوض البحر المتوسط, و التي لا يمكنها أن تبقى بمعزل عن هذه التطورات, لهذا كان لزاما على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بعقد اتفاقيات على المستوى الثنائي بينه و بين دول حوض البحر المتوسط.

          و الجزائر واحدة من دول حوض البحر المتوسط, فقد وجدت نفسها هي الأخرى مجبرة على الدخول في فضاءات اقتصادية جديدة, و البحث عن ترتيبات حمائية لاقتصادها المتخلف الذي أصبح يواجه منافسة دولية متزايدة في إطار اقتصاد السوق المنتهج من طرف جل دول العالم, و بعد دخول كل من الأشقاء تونس ثم المغرب كل على حدي و دخول دول أخرى من حوض البحر المتوسط, وجدت الجزائر نفسها مجبرة على الدخول إلى الشراكة  الأورو متوسطية, و انتهاج نهج باقي دول الحوض المتوسطي, على


أن لا تبقى بمعزل عن التحولات العالمية, و لهذا فان الانفتاح حتمية لازمة على الجزائر حتى تحجز مكانا لها بين هذه الدول على المدى الطويل. 

         و نظرا للفارق الكبير بين اقتصاديات الدول الأوروبية و الاقتصاد الجزائري الذي يتميز بالهشاشة في أغلب قطاعاته و الذي يتكون من نسيج صناعي ضعيف, و مؤسسات عمومية منهكة, و حتى المؤسسات الخاصة لا ترقى إلى المستوى المطلوب من المنافسة الدولية, لهذا كان لزاما على الجزائر بإعادة تأهيل اقتصادها و تأهيل مؤسساتها الخاصة و العامة, و تطوير قوانينها الاقتصادية, و السياسية حتى ترتقي إلى المنافسة عند الدخول إلى منطقة التبادل الحر المزمع إنشاءها مع الاتحاد الأوروبي وفق اتفاق الشراكة المبرم.

     l و في دراستنا هذه نثير الإشكالية الأساسية التالية:

× ماهي الشراكة الأورو متوسطية بصفة عامة, و الشراكة الأورو جزائرية بصفة خاصة ؟ و كيف ستؤثر الشراكة الأورو جزائرية على المؤسسات الجزائرية ؟

     lهذه الإشكالية تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة الفرعية التالية:

·       كيف نشأ و تطور الاتحاد الأوروبي, و كيف تطورت الشراكة الأورو متوسطية التي تبناها ؟
·       ماهي مجلات الشراكة الأورو متوسطية و الشراكة الأورو جزائرية ؟
·       ماهي العوائق و المشكلات التي تقف حاجزا أمام الشراكة الأورو جزائرية ؟
·       ما هو واقع الاقتصاد الوطني في ظل الشراكة ؟ و ماهو دور المؤسسة الجزائرية في التنمية الاقتصادية ؟
·       ماهي مكاسب و انعكاسات هذه الشراكة على الاقتصاد الوطني ؟ و ماهو تأثيرها على المؤسسات الجزائرية ؟
·       ماهو واقع  دخول الجزائر لمنطقة التبادل الحر ؟ و كيف سيتم إلغاء الرسوم الجمركية في إطارها ؟

l و لحل إشكالية هذه الدراسة يمكن الإجابة عليها من خلال  اقتراح عدة فرضيات و هي عبارة عن إجابات مسبقة للأسئلة و هي:

·   الشراكة الأورو متوسطية هي عبارة عن شكل من إشكال التكتل الدولي و هي من انجح التكتلات في العالم على المستوى الإقليمي, و هي عبارة عن إستراتيجية للتعاون المشترك فيما بين الدول المتوسطية على المدى البعيد, أما الشراكة الأورو جزائرية فهي شكل من أشكال الشراكة الأورو متوسطية, و هي عبارة عن اتفاق على المستوى الثنائي بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي حول عدة نقاط و بنو د, و يهدف إلى تبادل المنافع.


·   إن تطور الاتحاد الأوروبي و تكامله كان وفق مراحل, بدأ بعدد قليل من دول أوروبا في شكل تكتل صغير وصولا إلى تكتل كبير يضم عدة دول من أوروبا, و قد تبنى مشروع الشراكة خلال التسعينات التي كانت عبارة على شكل تعاون مالي و اقتصادي بينه و بين دول حوض البحر المتوسط قبل التسعينات.

·   تدور مجالات الشراكة الأورو متوسطية حول الشراكة السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية, و التعاون المالي و الفني و التكنولوجي, و منه فان مجالات الشراكة الجزائرية الأوروبية تدور في نفس السياق.

·   وجود مشاكل اقتصادية للجزائر قد تعرقل نسبيا هذه الشراكة منها عدم تأهيل المؤسسات بشكل يؤهلها لخوض المنافسة عند الدخول إلى منطقة التبادل الحر .

               و لمعرفة صحة أو خطأ هذه الفرضيات قمنا بإتباع في دراستنا على المنهج الاستقرائي التاريخي, و المنهج الوصفي,و ذالك لاستقراء أحداث تاريخية ووصف وقائع خاصة بالنشأة الحقيقية و التاريخية لاتفاق الشراكة الأورو متوسطية و الشراكة الأورو جزائرية, و المراحل التي مرت بها هذه الشراكة, إضافة إلى المنهج التحليلي و المنهج الاستنباطي, لأننا سنحلل بعض الأرقام و الإحصائيات الخاصة بالموضوع المدروس, كما سنستنبط بعض الآثار المحتملة على الاقتصاد الوطني و كذا على المؤسسات الجزائرية على المدى المتوسط و البعيد نظرا لكون الشراكة الأورو جزائرية في مرحلته الأولى من التفكيك الجمركي.

            تهدف هذه الدراسة إلى توضيح الآثار الاقتصادية لاتفاقية الشراكة على المؤسسات الجزائرية و على الاقتصاد الوطني, خاصة مع وجود تشعب في هذه الآثار في مختلف المجالات لذلك فان الدراسة ستقتصر على العموم على الصادرات, و الاستثمار الأجنبي و تكوين مؤسسات جديدة, و موارد ميزانية الدولة.


      من الأسباب و الدوافع التي جعلتنا نقوم باختيار هذا الموضوع نجد منها ميولاتنا في  خوض المواضيع العلمية الحديثة التي تعرف تحولات و تطورات مستمرة و متلاحقة, كما أن موضوع الشراكة الأورو جزائرية هو موضوع الساعة فهو يشغل الساحة الوطنية (السياسية و الاقتصادية), خاصة وأن هذا المشروع لم يكتمل بعد و كون هذه الشراكة تخص المؤسسات الجزائرية بالدرجة الأولى و تؤثر عليها, كما نجد من بين أسباب اختيار هذا الموضوع توفر بعض المراجع و البحوث السابقة فنجد منها :

* أطروحة جمال عمورة, دراسة تحليلية و تقييمية لاتفاقيات الشراكة العربية الأورو متوسطية, حيث تم تحليل بعض التجارب في الدول العربية للشراكة الأورومتوسطية و منها الجزائر.  

*مذكرة ليسانس لقرواط يونس و آخرون, الشراكة الأورو متوسطية تدفقات السلع و الخدمات,و التي تم دراسة تدفقات السلع بين الجانب الأوروبي و الجزائري و كذا الخدمات.

* كتب مثل: دراسات عامة: الشراكة الأورو متوسطية: إطار برشلونة ,لآركيه رامازاني, و كتاب: التكتلات الاقتصادية الإقليمية في إطار العولمة: الكوميسا, مجموعة 15-أوروبا الموحد- المشاركة الأوروبية الإفريقية المتوسطية, لسمير محمد عبدا لعزيز.

        و في إطار حل إشكالية الدراسة, قسمنا بحثنا إلى ثلاث فصول, و كل فصل يحتوي على ثلاث مباحث, و كل مبحث مقسم إلى ثلاث مطالب, حيث سنتعرض في الفصل الأول إلى الشراكة الأورو متوسطية, وذلك بالتطرق إلى الاتحاد الأوروبي و نشأته, ثم نتناول تطور الشراكة الأورو متوسطية من تعاون إلى شراكة حقيقية, كما نعرج على مسار برشلونة ونشأة الشراكة الأورو متوسطية, أما في الفصل الثاني فسنتعرض إلى الشراكة الأورو جزائرية, وذلك بالتطرق إلى هذه الشراكة و تطور التعاون فيها قبل عام 1996 و بعده , مع أخذ سنة 1996 كسنة مرجعية و ذلك نظرا للأحداث التي ميزت هذه السنة مثل: نهاية البروتوكولات مع الاتحاد الأوروبي و بداية الدخول في مرحلة جديدة و هي برنامج المساعدات المالية(MEDA) و كذلك بداية الشراكة الأورو متوسطية, ثم نتحدث على الخطوط العريضة لهذه الاتفاقية, و أخيرا نبين عراقيل الشراكة و شروط نجاحها و مناطق التبادل الحر الناتجة عنها, و فيما يخص الفصل الثالث فسنتعرض إلى واقع و آفاق المؤسسة الجزائرية في ضل الشراكة الأورو جزائرية, و ذلك بالتطرق الى واقع الاقتصاد الوطني و تأهيل المؤسسات الجزائرية, ثم نتناول دور المؤسسة الجزائرية في تحقيق التنمية الاقتصادية, ثم نعرج على مكاسب الجزائر و انعكاسات و تقييم الشراكة الأورو جزائرية و تأثيرها على المؤسسات الجزائرية.

   
الفهرس مذكرة تخرج الشراكة الأورو جزائرية و تأثيرها على المؤسسة الجزائرية
فهرس الجداول

         
             
              

                                               الأورو متوسطية






          

                                                     الناتجة عنها









                                             على المؤسسات الجزائرية




المراجع  
Share To:

ecomedfot salellite

Post A Comment:

0 comments so far,add yours